كتب شريف سمير :
بخمس رصاصات، فقد واحد من أهم أذرع التمويل لحركة حماس الفلسطينية، حياته بعد ان اغتالت أصابع الاحتلال المصرفي اللبناني محمد سرور في منزله ببلدة بيت مري المطلّة على العاصمة اللبنانية .. وهو رجل المال الذي كان خاضعا لعقوبات من الولايت المتحدة التي تتهمه بتسهيل نقل أموال من إيران إلى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس.
** حلقة الوصل بين حماس والحرس الثوري الإيراني
وكان سرور يعمل في مؤسسات مالية تابعة لحزب الله اللبناني، وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية في أغسطس الماضي عقوبات على 4 أفراد بينهم سرور بتهمة تسهيل تحويل عشرات ملايين الدولارات من فيلق القدس الموكل بالعمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، إلى حماس عن طريق حزب الله لشنّ عمليات إرهابية مصدرها قطاع غزة.
** مصادر التمويل!
وتقودنا الواقعة إلي قراءة عميقة لمصادر تمويل حماس، لنكتشف أن الحركة الفلسطينية تعتمد علي تلقى المساعدات الدولية من حكومات أجنبية ومنظمات خيرية ذات نهج مماثل، لتتمكن من الوصول إلى معدات عسكرية وأسلحة متطورة .. حيث تمتلك الحركة محفظة استثمارية دولية غامضة تستخدم غالبا العملات المشفرة وسيلة للتحايل على العقوبات الدولية، وقد أدى الدمار الذي لحق بغزة في الحروب المتعاقبة، والحصار الإسرائيلي، بسكان القطاع للاعتماد على المساعدات الدولية.
** "خرطوم" قطر العاجل!
وظهرت الدولة الخليجية الصغيرة، وهي واحدة من أغنى الدول في العالم، واحدة من الحكومات القليلة التي دعمت إلى جانب تركيا حماس بعد الانفصال عن حركة فتح الفلسطينية المنافسة عام 2007 .. وعندما فرضت إسرائيل حصارا على غزة في نفس العام، قررت قطر دعم الفلسطينيين في القطاع بالمساعدات الإنسانية.
وفي عام 2012، كان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر آنذاك، أول رئيس دولة يزور غزة تحت حكم حماس، ووعد بتقديم مساعداتٍ بملايين الدولارات، وافقت إسرائيل عليها في نهاية المطاف.
كما قدمت قطر شكلاً من أشكال الدعم السياسي لحماس من خلال السماح لقادتها بالاستقرار في الدوحة منذ عام 2012، بعد أن اضطروا إلى التخلي عن مقرهم التاريخي في دمشق بسبب الحرب في سوريا.
ويقيم في العاصمة القطرية كل من إسماعيل هنية، زعيم الحركة، ورئيس المكتب السياسي، بالإضافة إلي سلفه خالد مشعل، وقادة حركة طالبان الأفغانية إلى أن استعادت السيطرة على أفغانستان صيف 2021.
** مكاتب بريد وسوبر ماركت
ويقدر محللون حجم المساعدات القطرية لحماس بأنها تتراوح بين مليار و2.6 مليار دولار منذ عام 2014، وقد ساعدت في إعادة تعمير القطاع بعد حروب مختلفة مع إسرائيل، ومكنّت هذه الأموال، التي كانت تدفع شهرياً، الحركة من دفع جزء من رواتب حوالي 50 ألف موظف في غزة، وشراء الوقود لتغذية الشبكة الكهربائية في القطاع، ومساعدة الأسر الأكثر فقرا، والتي كانت تحصل على شيك شهري بقيمة 100 دولار، حيث تصل أموال المساعدات عن طريق مكاتب البريد ومحلات السوبر ماركت مباشرة على الموظفين والأسر الفقيرة عند تسلمها.
** محور المقاومة!
وتشكل حماس مع جماعات أخري تحالفاً يُعرف باسم "محور المقاومة" تقوده إيران ويضم، من بين آخرين، سوريا و حزب الله اللبناني، والعامل المشترك الرئيسي بينهم هو المشاعر المعادية لإسرائيل والولايات المتحدة.
وترعى طهران شبكةً من الحلفاء في المنطقة لاحتواء النفوذ الإسرائيلي، تساعدهم في التمويل أو التدريب أو الأسلحة، ويترجم هذا الدعم، وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية، إلى 100 مليون دولار سنوياً تمنح لحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .. واعترف زعيم حماس هنية، بأن إيران هي المانح الرئيسي للحركة وساهمت بمبلغ 70 مليون دولار في تطوير أنظمتها الصاروخية.
** قطاع الضرائب
تجمع حماس باعتبارها السلطة التي تدير القطاع، الضرائب على الواردات – ومن بينها تلك التي تُهرّب عبر الأنفاق من مصر - وعلى الأنشطة التجارية الأخرى في القطاع، على الرغم من أنّه من غير الواضح مقدار الأموال التي تجمعها كل شهر .. ويتراوح هذا الرقم بين 15 مليون دولار، بحسب ما قالته وزارة المالية في غزة، وما يتراوح بين 300 و450 مليون دولار
** محفظة الاستثمار الغامضة!
وتملك حماس، وفقاً لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، مكتب استثمار دولي بأصول تقدر بنحو 500 مليون دولار، فضلا عن شركاتٍ في دول مثل السودان، وتركيا، والسعودية، والجزائر، والإمارات، بحسب مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، الذي يعتقد أنّ مجلس الشورى واللجنة التنفيذية لحركة حماس، وكبار قادتها، يتحكمون ويشرفون على هذه المحفظة من الاستثمارات .
ونشر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية العام الماضي قائمة بأسماء مسؤولي حماس والميسرين والشركات التي استخدمتها الحركة لإخفاء وغسل الأموال، ومن بين الشركات التي ذكرتها الولايات المتحدة، شركة تعدين سودانية قابضة، وشركة عقارية تركية، وشركة إنشاءات سعودية.